السبت، 28 مايو 2022

استغاثة

 


ورشة كتابة حلقات الكلام مع سجر الموجي

رسالة من الجسد
حبيبتي بيري
أعرف أنك تحاولين بجد ومواظبة لإرضائي. ترددين توكيدات حب الذات كل يوم وتبتسمين لي في المرآة كل صباح. تدليلني أحيانا بجاكوزي بالماء الدافئ والملح وقطرات الزيوت المنعشة او المهدئة. وجلسات المساج
أعرف أيضا أنك صادقة في محاولات استمالتي ولذلك علي إخبارك مالا تدركينه بوعي: هذه المحاولات لا تخلو من رغبة في تروضي لقبول ما لم أعد أستطيع قبوله.
لا أنكر عليك الجهد وتنوع المحاولات ولكن شيء ما يحول دون تصديقي أن محاولاتك تنبع عن رغبة صادقة في ان نتحد معا بصدق.
احيانا تراودني الشكوك انك تفعلين ذلك وعيناك مازالت مركزه علي الخارج. تنظرين لوجهك في المرآه فترين الآخرين معي، انت مازلت تحاولين إرضاء العالم على حسابي.
كفي عن العبث بي، سمعتك يوم عرفه تدعين الله بالإخلاص، الإخلاص لله ولنفسك. ‏
هل تعتبرينني نفسك؟ ام جزء من نفسك؟ ماذا أمثل لك؟ هل انا مجرد ماكينة تديرينها ليل نهار لإنجاز ما يمكن إنجازه في أسرع وقت و بأقصى كفاءه؟ هل تدركين أني أكثر وأقدس من ذلك؟ أنا رداء روحك الخارجي، أنا منزل الروح، أمانة ثمينة أهداني لك الخالق لتسكنها نفحة من روحة. كيف تجرؤين علي إهانتي؟
لماذا لاتجيبينني؟
تصمين أذنيك عني وتمضين في طريق رسمه العالم لك، تمضين مغيبة عني، فأنا مضمون! أنا وحدي سأصاحبك علي الدرب و سأبقي معك حتي النهاية فلماذا لا تدينين لي أنا بالولاء؟
آسف حبيبتي بيرى
انا أقسو عليك كثيرا، نعم أفعل هذا عن عمد أحيانا لأني أحبك.
تذكرين ذلك اليوم عندما صببت جام غضبك علي بعد يوم عصيب ارهقتيني فيه ساعات طويلة عندما أردت تنبيهك بصداع نصفي يشق رأسك. كانت نيتي أن تهدئي وتستريحي. أغمضت عينيك عن إشاراتي. تجاهلت شكواي و أزدريت حفنة من المسكنات. أردت إسكاتي كالعادة. وعوض أن توجهي جام غضبك علي من تسبب في إيذائك ، استدرت تجاهي تلومينني لأني أؤلمك؟
كان لابد لي من الثأر منك!
نعم يومها وددت ان انتقم منك ولكني تراجعت في التوقيت المناسب، أدركت مالم تدركينه أنت: انك انت أنا وأنا أنت فحولت رغبتي العارمة في الثأر لقرصة أذن بسيطة قضيت انت علي إثرها أياما في المستشفى بين حجرات الأطباء وأجهزة الأشعات ومعامل التحاليل.
يومها جعلت الخدر يتسلل لنصف وجهك و يثقل لسانك ويميل فمك علي جانب!
عندها فقط أيقنتي أنت أني علي وشك الانهيار ففزعتي. آسف حبيبتي لم أقصد ترويعك ولكنا كنا بحاجة لوقفة نعيد فيها حساباتنا ككيان واحد.
كم كنت قاسيا عليك! مازلت أندم علي ذلك وأنت من علمتيني الندم. كنت تندمين إذا ما صورتي لنفسك أنك قصرت في حق أحدهم وإن كان ما تبذلينه من جهد وفكر فوق طاقتي، اسرفت في استخدام طاقتي ومواردي ولم تغلقي الأبواب دون من تسببوا في إصابتي بصدمات تركت أثارها علي أنحائي علي مر السنين.
أتذكرين حرق الدم والإهانات التي تكلست فوق كتفيك ورقبتك؟ ألا تذكرين الخذلان والاستهزاء بي وقت ضعفي؟ انت سمحت بذلك وكان علي ان أجعلك تفيقين، قسوت عليك ولكني أحبك.
أعرف أنك تحاولين جاهدة، لا أنكر اننا في مكان أفضل من ذي قبل. كم كنت قاسيه فيما مضي، كنت تجلدينني كل يوم، مازالت خلاياي تذكر كم كنت تسخرين من بروز بطنك بعد أربع ولادات... فقراتك تتذكر كم نظرت لظهرك المحني من الرضاعة والمذاكرة بازدراء ونعت نفسك بألفاظ التحقير حين زاد وزنك؟ فماذا كنت تنتظرين مني سوي الألم؟ أحمد الله اننا تجاوزنا هذه المرحلة ولكن هناك مراحل عدة علينا اجتيازها سويا قبل ان يكون ندائي لك باسمك المفضل " حبيبتي سويت بيري" نابعا من عمق الروح.
أعلم أنا أمامنا طريق طويل نمضي فيه معا. أعرف صدق نيتك تجاهي ومستعد للتعاون معك و أن نمضي خطوة بخطوة.
انا أحبك وأعرف أنك تكنين لي مشاعرا مماثله، ربما عليك فقط أن تضعيني علي رأس أولوياتك و ألا ترينني بعيون الغير .
تذكري دائما: أنت مني وأنا منك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق