الأربعاء، 5 يوليو 2017

منه لله الحمار




Image result for donkey accident





مع انى بجد باحترم الحمار و مش موافقه إطلاقا على استخدام اسمه كوسيلة للتحقير او شتيمة البنى آدمين، أنا مضطرة النهاردة انى أدعى عليه من قلبى لانه كان السبب فى إصابتى أنا و دكتوره من أعز صاحباتى و مجموعه تانيه من الدكاترة المحترمين فى طريق رجوعنا من الجامعة.

 احنا كبنى ادمين عموما و كمصريين بالتحديد عندنا نزعة للتقليل من شأن الكائنات الأخرى ...يعنى مش كفايه ان ربنا سخرهالنا تخدمنا و تفيدنا و مانقدرش نعيش من غيرخيرها، لكن برده الجبروت و الصلف الإنسانى موجودين و الحمار للأسف واخد نصيب الأسد من التريقه و التسفيه.

حتى انا وانا باتكلم فى محاولة لإنصاف الحيوان ،  مالقيتش تشبيه غير "نصيب الأسد" مع إن الأسد قاعد مذلول فى حديقة حيوان الجيزه جربان من قلة النظافة وجعان مش لاقى حتى عضم يمصمصه  لأن معظم حمير مصر ادبحت!

نرجع بقى للحمار...   المدرس يلاقى عيل غبى فى الفصل يقوم يناديله ياحمار، روح يا حمار، تعالى ياحمار، ذاكر ياحمار و يطلب من الناظر يستدعى ولي أمر الحمار!  

 المدير فى المصلحة يلاقى عنده موظف ابن حلال و شغيل و مش بتاع تزويغ يقوم مدلعه و يقول عليه قدام زمايله في محاولة لتحفيزهم دا فلان "حمار شغل". الموظف الغلبان يبقى ياعينى مش فاهم هو كده بيتمدح ولا بيتشتم فيكمل شغل و خلاص، زي الحمار!
حتى انثى الحمار نابها من الحظ جانب و بقت هى مثل لاى ركوبه تعبانه من خلال المثل العتيق  "حمارتك العرجاء تغنيك عن سؤال اللئيم".  وطبعا لايخفى عليكم التفرقه العنصريه اللى فى المثل ده اللى عملته حماره بدل حمار!  خد عندك كمان تصنيفات فرعيه للحمير فتلاقى حمار حصاوى وحمار الغيط و الحمار فى النجيله .. ولو كان عندى وقت كنت بحثت و لقيت انواع كتير!  

حتى تراثنا الأدبى و الفلكلورى البديع ماسابش الحمار فى حاله: تلاقى عندك حمار جحا و عشرات النوادر عليه و طبعا عندك حمار الحكيم، و غيرهم الحمير كتير ماشاء الله.

الحمار بتاعنا النهاردة بقى حمار عادى خالص ، غلبان و شقيان، مربوط فى عربية كارو متحمل عليها بلاوى و ماشى فى عز القيالة فى شوارع القاهرة فى يوم من أيام الموجة اللى وصلت فيها درجة الحرارة فوق 48 درجة.  هيعمل إيه المسكين، زيه زى حمير كتير بيعملوا شغلهم على أكمل وجه و أجرهم على الله.   لا اشتكى ولا اعترض، العربجى يقول يمين، يروح يمين ، يقوله شمال، يروح شمال...

المشكله بقى كلها حصلت لما راح شمال بناءأ على تعليمات القائد العربجى  و الشمال ده للأسف كان على بعد نص متر من اتوبيس الجامعة بتاعنا اللى مليان أعضاء هيئة التدريس المحترمين راجعين بيوتهم بعد عناء سفر و شغل فى الكنترولات و الامتحانات و متحملين نفس الظروف الجوية اللى الحمار مستحملها!

السواق طبعا ماكانش قدامه حل غير إنه يدوس بكل عزمه فرامل عشان ما يخبطش الحمار المسكين. أكيد مش ذنبه إن كان فى دكاتره بدأت تقف إستعدادا للنزول فى محطاتهم المعهودة.  و طبعا كالعادة دايما أنا كنت واحدة من سعداء الحظ مع إنى بانزل فى آخر محطه و كان لسه قدامى أكتر من ساعة. لكن الحظ يشاء انى كنت راكبه جنب صاحبتى و حبيبتى اللى كانت هتنزل فقمت عشان أعديها.  و حصلت الكارثة فى نفس ذات تلك اللحظه المشؤومة! 
طرررراخ..... و لقينا ازاز الاتوبيس مشروخ و الحمد لله انه مااتنترش و بهدلنا....

مش هاحكى تفاصيل الاصابات بقه و الدكاتره و جلسات العلاج الطبيعى اللى لسه شغاله حتى حينه عشان مابقاش ممله. لكن الحمد لله جت سليمه و الحمار الحمد لله ماجرالهوش حاجه
ورجع يعمل كل اللى مطلوب منه دون اعتراض أو شكوى... 
الشيء العجيب بقه فى كل اللى حصل ان اعضاء هيئه التدريس الموقرين اللى حضروا الحادثه كانوا
مضطرين يوقعوا  طلب للجامعه عشان استبدال الازاز المشروخ ويقولوا فيه ان فى طوبه طارت و كسرته على اساس ان الحمار مش من حقه يعمل حوادث!!!!  او يتحسبله مثلا اجازه للنقاهه او نعتبرهاله اصابه عمل!!!!
يعنى مهضوم حقه حتى فى الاصابات
بذمتكوا مش كائن عظيم و مواظب؟
وعشان كده انا باعتذر عن العنوان و فى المره الجايه اللى هاكتب عنه هيكون العنوان "عاش الحمار".