الأحد، 28 أكتوبر 2012

كراكيب نفسية


كراكيب نفسية


عارفين البلكونات وأوض السندرة والمخازن والسطوح اللى مش موجودة فى أى حتة فى العالم غير عندنا فى مصر؟
عارفين لما إحنا بنخزن كل حاجة حتى وهى غير صالحة لأى إستخدام على أمل إن إحنا نعوزها أو نحتاجها فى أى وقت ؟ الوقت دة عمره ما بيجى... وتلاقى البلكونة مليانة حلل قديمة ورجل الكرسى المكسورة من 20 سنة والبرطمانات الفاضية اللى كانت الستات زمان بتعمل فيها مربى قبل ما يخترعوا فيتراك ومخلل قبل ما يخترعوا spinney  و Metro Mercato.
 هتلاقى فيها كمان كتب دراسية من لما العيال كانوا فى أولى إبتدائى وكتب التوجيهية (الثانوية العامة القديمة) وكتاب التشريح والفسيولوجى بتاع الدكتور لما كان فى إعدادى طب وكتاب الخرسانة بتاع الباشمهندس فى إعدادى هندسة.
 حاجات كتير زى دى بنركنها وننساها وبنكوم عليها التراب وتجيب حشرات وبلاوى وبردة كمصرين بنحتفظ بيها لحسن فى يوم نحتاجها.
ليه إحنا بنعمل كدة؟ 
ليه العيال الصغيرة ما بترضاش تتخلص من اللعب المكسرة والعرايس اللى من غير رأس ولارجل ...؟
و ليه الستات بتحتفظ بجزم العيال القديمة أو لبسهم اللى ما بقاش موضة من أيام الستينيات؟
 ليه بجد بنعمل كده؟
لأن الحاجات دى بتحسسنا بالأمان. الحاجات دى بتكون مرتبطة فى ذهننا بذكريات حلوه أو مره، بشخص عزيز ما بقاش موجود أو بحالة معينة عشناها زمان و مش قادرين نوصل لها دلوقتى.
 جزء من تكوينا النفسى بيقول إننا لو اتخلينا عن الكراكيب المكومة فى البلكونة هنكون فى نفس الوقت بنتخلص من الذكريات الجميلة أو اللحظات الممتعة أو حتى الأشخاص الغاليين علينا. مع إن ده طبعاً ليس له علاقه بالحقيقة.
بالعكس... ده إحنا لما بنتخلص منها بنوسع مكان مش بس فى البلكونة أو السطوح أو السندرة – لأ دة كمان فى نفوسنا وقلوبنا لحاجات جديدة fresh  ------------- من غير أى تراكمات للماضى.

سامعة طنط بثينة بتقولى:
- طب وإيه يعنى الضرر لو سبت كل حاجة زى ما هى فى البلكونة وجبت حاجات جديدة كمان؟
 ولا هم يعنى شوية كتب علم النفس بتاعتك لازم تطلعيها علينا؟
-لأ يا طنط. ... ما ينفعش تجيبى حاجات جديدة قبل ما ترمى كراكيبك اللى فى البلكونة أو تبعتيها أي جمعية خيرية يمكن حد يستفيد منها.
-ليه يا ست الفيلسوفة؟
-أولاً لإنها بتطلع عينك كل أسبوع فى التنظيف وتقعدى تغطيها بملاية قديمة وتشوهى منظر البلكونة...
ثانياً لإن الحاجات الجديدة بردة مصيرها للبلكونة وبعد كام سنة مش هتلاقى حته تقعدى فيها.
طبعاً يا طنط أنا بهزر معاكى... مش قصدى خالص الكراكيب فى حد ذاتها مع إنها لازم بردة نخلص منها....
 أنا قصدى الكراكيب اللى جوانا. 
أيوة اللي متكومة جوة عقولنا و نفوسنا...
عارفة لما يكون فى أوضة منعكشة وكل حاجة مش محطوطة فى مكانها؟ 
يعنى الشلت متكومة على كنبة واحدة, وطبق قشر اللب مدلوق على الأرض , وجرنال السنة اللى قبل اللى فاتت مفتوح على الكرسى المذهب , ولمبة الأباجورة اللى إتحرقت لسه ما حدش رماها وحط غيرها من سنة.
إية رأيك فى المنظر ده؟
- منظر الزبالة ولا مؤاخذة ....الست اللى بيتها كدة تبقى عفشة يا فيلسوفة العيلة!
-أهو إحنا بنبقى بردة عاملين كده من جوة لما نصرإننا نخزن كل حاجة جوانا.
يعنى نفضل نفكر نفسنا بيوم الخناقة مع طنط نادية على بلاج مرسى مطروح سنة 1970 وإزاى الواد خالد إبنها – قليل الأدب اللى مترباش – حدف الرمل فى عين وشعر بنت عمته ساميه والبنت إتقهرت من العياط، ومامتها طلعت عينها على ما نظفت الرمل من شعرها.
 ونفضل نحكى ونتحاكى على الموضوع لحد ما طنط نادية تقطع علاقتها بطنط ساميه وكل واحدة تحرض جوزها على جوز الثانية.
هى دى الكراكيب النفسية اللى لأزم نتخلص منها وبسرعة ونستغل الاعياد علشان نصالح اللى خاصمناهم ونسامح وننسى كل الأسية بتاعة زمان.
إرمى ورا ظهرك كل حاجة
كل الكراكيب و الأحقاد التافهة
كل الزعل من القريب و البعيد
وإفتكر بس إن الدنيا قصيرة وإن ممكن العيد ده يكون إخرعيد لأى حد فينا.... لا قدر الله,
لازم ننظف جوانا زى تنظيفة العيد بتاعة نينة زمان و لما كانت بتغسل السجاجيد والحيطان والستاير والإبواب وسلم العمارة علشان كل حاجة تعيد وهى نظيفة.

بذمتكوا إيه الأولى ينظف على العيد الكراكيب اللى جوه ولا اللى بره؟
مستنية رأيكو وكل سنة وأنتم بألف خير...

هناك تعليق واحد:

  1. كل سنه و انتى طيبه . فكره حلوه اوى و معايده غير تقليديه . دايما عندك جديد
    منال

    ردحذف