الاثنين، 17 ديسمبر 2012

أمنية



أمنية

أمنية- إبنتى الصغيرة سناً، الكبيرة قدراً وقيمة.
أنا لا أحاول مواساتك بهذه الكلمات فلا كلمات تستطيع تعويض أو حتى تخفيف ألمك لفقد أعز الناس.
 أنا فقط أذكرك ببعض الحقائق التى قد تغيب عنك فى لحظات الحزن القاسية.....
 لم تكن صديقتى.... أمك شخصية عادية.
 هى عاشت أقل من أربعين عاماً ولكنها أنجزت ما يعجز عن إنجازة الكثيرون فى أضعاف هذه الأعوام.
صديقتنا المشتركة.. وقد كانت أقرب إليها منى فى الحياة اليومية- حكت لى عن يومها العادى... الذى تعرفينة أنت أكثر منى ومنها،  فذهلت.
 أنا فقط أذكرك أنها كانت قادرة على إنجاز ما تنجزة أى أم أو زوجة أو إمرأة عاملة فى ثلاثة أو أربعة أيام فى يوم واحد، وبإتقان وبفن وبحب.
 ولم لا فالعطاء كان سمة شخصيتها الأساسية وإسعاد الآخرين كان مهمتها الأساسية فى الحياة وهى قد نجحت فيها بشهادة الجميع.
اعرف أنها تركت لك مهمة صعبة.... وأعرف أنها أوصتك بأن تعتنى بأخواتك الصغار وأنا متأكدة أنك الإبنة الكبرى قادرة على ذلك.
أمنية .... لن أحدثك عن ألم الفقد فأنت تعرفية أكثر من الجميع..... لن أحدثك عن الصبر ... فأنت تعلمتية على يد أمك رحمها الله.
لن أحدثك عن الإحساس بالمسئولية.... فأنا أعرف أنها قد زرعتها فيك إنت وإخواتك منذ نعومة أظافركم.
فقط أريد أن أذكرك بما كانت أمك، صديقتى تنجزة فى اليوم الواحد....
بعدد من كانت قادرة على إسعادهم والتفانى فى رعايتهم من الأسرة والأصدقاء والجيران فى يوم واحد. يعدد اللمسات الجميلة والمجاملات من القلب التى كانت قادرة على توزيعها على الجميع.
 أذكرك يا إبنتى أنك أنت أيضاً قادرة على ذلك... على رعاية نفسك وإخواتك وإغداق الحب على الجميع..... ولم لا
فأنت إبنة عبير راضى........صديقتى القوية... الوفية ... المخلصة ... المتفانية... الرائعة... رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.

هناك 4 تعليقات:

  1. فعلا امنية ونعم الفتاة وعبير الله يرحمها عرفت تربي عيالها علي الاخلاق ومبداي والاحترام اللهم اغفر لها ولي ولديها واجعل مثواها الجنة يارب

    ردحذف
  2. شكرا يا طنط كلام رائع و جميل

    ردحذف
  3. هى فعلا عبير راضى من تكلمتى عنها وعرفتيها اكثر من غيرك اسكنها الله فسيح جناته وعوض ابناءها عن فقدها مع ان الام لاتعوض ابدا

    ردحذف
  4. اللهم ارحم موتانا و جميع موتى المسلمين و كل من وقف موقفا جدعا في حياته في وقت كانت المواقف الجدعة أندر من العنقاء و الخل الوفي .. الفاتحة أمانة ..

    ردحذف