الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

المترجمة 6





           "لم أره حتى بلغت السابعة" كان هذا ماقالته لراى مستخدمة "حتى"، فهى لم تستطع بعد أن تتصالح مع هذه الحقيقة، كأنما تود الإعتذارعن مرور سبع سنوات من عمرها بدون طارق. فى أوقات أخرى، إعتادت أن تعيد ترتيب حياتها بشكل أفضل ، أن تتخيل بداية مختلفة لها، أن تتظاهر أنها و لدت فى وطنها السودان، أكبر بلد إفريقى، تحديداً فى مستشفى الأخوات للولادة ،على يد راهبة ذات رداء ابيض. كم أحبت أن تتخيل وجود طارق فى المستشفى منتظراً خروجها للحياة بفارغ الصبر، متشبثا بيد أمه أمام باب غرفة الولادة.  ليتها ولدت فى الخرطوم، ربما كانوا سيختارون لها إسماً مختلفاً، إسماً أكثر شيوعاً. حتما كانت عمتها هى من ستختار الإسم، فعمتها أمرأة قوية ولها رأى يسمعه الجميع.  "سمر" كان إسماً لا يتكرر فى المدرسة أو فى الجامعة، لم يكن أحد فى احتياج لإستخدام إسم عائلتها أبدا عند التحدث عنها، فلم يكن هناك مجال للخلط بينها و بين غيرها. عندما قابلها ’راى، لأول مرة سألها :"هل تنطقين اسمك كما يُنطق فصل الصيف؟" . "نعم، ولكنه لايحمل نفس المعنى". وبما أنه أراد أن يعرف المزيد، استطردت تشرح له : " السمر هو الحديث مع الأصدقاء ليلا، وهذا ماكان يفعله البدو فى الصحراء فقد كانوا يتسامرون بأناة تحت ضوء القمر، بعد انتهاء أعمال اليوم و بعد أن يهدأ قيظ النهار."

هناك تعليق واحد:

  1. It's getting interesting. ...... waiting for more. Nihal

    ردحذف