الخميس، 15 مارس 2018

أنا و أبى



This post is written by Dr Mervat Abdelraouf, lecturer of   English language and literature, Damanhour University and one of my dearest friends.  



Image result for boys at the doorway


وانا فى الثانية عشر من العمر كنت قد بدات افارق تدريجيا ملامح الطفولة واتحلى بملامح الأنسات وكان يحدث احيانا عندما اخرج من بيتنا الذى كان بالإسكندرية فى ذلك الوقت ان اجد ابن الجيران ومعه بعض رفاقه يقفون على باب البيت وعنما يروننى يبداون بالقاء بعض كلمات الغزل "العفيف" او كما كنا نسميها "معاكسه" فكنت اتضايق كثيرا واتمنى لو كان للبيت بابا اخر غير هذا الذى يقفون عنده وعندما تكرر الأمر شكوت لأبى رحمة الله عليه وكانت دهشتى كبيرة عندما قال لى أبى " فى المرة القادمة وعندما تقتربين منهم الق عليهم السلام فقولى السلام عليكم بصوت جاد وهادىء" ونظرت الى أبى طويلا غير قادرة فى البداية على استيعاب ما قال فلقد كنت اتوقع أن يخرج ابى اليهم فى التو ينهرهم لما فعلوا ويهددهم اذا تكرر الأمر أنه سيفعل كذا وكذا ولم يدر بخيالى مطلقا أن يكون هذا موقفه. ولكنى كنت اثق فى رجاحة عقل أبى ففعلت ما نصحنى به وعندما اقتربت منهم قلت بصوت جاد ومسموع "السلام عليكم" واذا بهم ينظرون الى بعضهم البعض فى دهشة تشبه كثيرا دهشتى عندما تلقيت نصيحة ابى وتباينت ردود افعالهم فمنهم من أطرق صامتا ولم يحرك ساكنا ومنهم من تمتم برد السلام دون ان يجرؤ على رفع صوته ومنهم من ابتسم باعجاب نعم لاحظت كل ذلك وكنت شديدة الحرص على ان ارى ردود أفعالهم. ودخلت الى البيت منتشية واسرعت الى ابى وجلست بين يديه اقص عليه ما حدث وتعلمت منه يومها الكثير وأهم ما تعلمت منه أن فضيلتى كفيلة بأن تردأ الشيطان وأننى يجب أن أعتمد على نفسى فى حل مشاكلى وألا ألجأ الى غيرى ليقوم عنى بحلها وأن ثقتى بنفسى وأحترامى لها سيجبر الآخرين على إحترامى ويجعلنى جديرة بثقتهم فكانت كلماته دستورا لى علمته لأولادى. رحمة الله عليك أبى الحبيب وجزاك الله عنى خيرا.




هناك تعليق واحد: