يحرص زوجي كل رمضان على تعليق الزينة فى أرجاء المنزل. على مر السنوات تكدست لدينا أنواعها المبتكره: فوانيس صغيره ملونه مزود كل منها بلمبه ضئيله الحجم تتدلى من سلك كهرباء أحمر بديع، أعلام من القماش المزركش برسومات رمضانيه مبهرجه، خيط رفيع من الساتان الارجوانى ثبتت فيه اهله واقمار من الورق المقوى الذهبى والفضو اهدتنى اياه هبه وضاح ضمن مجموعه اخرى من الزينه رمضان الماضى، فوانيس بكل الاشكال والاحجام و لمبات صغيره بالاحمر والاخضر تتناوب الإضاءه فى تكرار محبب . دخلت الى الرسيبشن بعد ان وزعها زوجى وابنى على الحوائط والأركان وحول الشبابيك فانتابتنى دفقه من السعاده لم أعرف لها مثيلا منذ فترة، بهجة حقيقية لا تشوبها شائبة ، أردت مداعبتهم فقلت: كأنى ماشيه فى الحسين!! إيه فرح العمدة اللى انتو عملتوه ده؟! كتير قوى الزينة مش لازم يعنى نستخدمها كلها.
نعم أحيانا أتقمص دور "المعلم" فى المنزل وأريد ان "أجود" بتشديد الواو. لم يعيرا كلامي أى اهتمام ، يبدو أنهما أدركا مقصدى أو ربما كانا فى حاله من الابتهاج على انجازهما البديع ... الحمد لله على نعمه الصغيرة و الكبيرة، الحمد لله على أجمل الأشياء وكل الأشياء.
اليوم ٢٠ رمضان الحمد لله تجاوزنا موجة حارة كانت كنفخه من جهنم أردتنى الفراش عدة أيام. أجلس على مقعدى الأثير الوثير حيث ملتقى الهواء بين شباكين يداعب الزينة المتدلية من الأركان فتتمايل فى خيلاء فتاة تعرف أنها جميلة وأن الجميع يرقبون تحركها... الله ... الله ... ايه الجمال ده، ياله من منظر مبهج وبهيج: للحظة خاطفة برقت أقمار ونجوم ذهبيه وفضيه فانعكس ضوؤها على الأعلام الملونه و الحوائط البيضاء. لحظات من المتعه المصفاه يتكثف فيها الجمال، جمال الألوان وضوء العصر مع نسمة الهواء الخفيفة وصوت رخيم فى الخلفيه لشيخ يشدو قائلا “بديع السموات والارض" . الحمد لله على أجمل المتع، الحمد لله على كل شيء. رمضان فعلا كريم والله أكرم، كل عام وانتم بخير. عبير الجمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق